أخبار وتقارير

الثلاثاء - 06 فبراير 2024 - الساعة 05:33 م بتوقيت اليمن ،،،

عين العرب، خاص :

مع تسارع تطور الأحداث في البحر الأحمر، بسبب الهجمات الحوثية على السفن التجارية الأمر الذي أدى إلى عسكرة البحر الأحمر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، فقد امتد هذا التطور ليصل إلى سلب لقمة عيش أغلب الصيادين اليمنين. 


يعيش الصيادون اليمنيون في هذه الفترة مخاوف غير مسبوقة بعد تحول البحر الأحمر إلى منطقة صراع دولي، الأمر الذي أجبرهم على وقف قواربهم على شواطئ مدينة الخوخة جنوبي محافظة الحديدة، والتي تضم أكبر تجمع للصيادين في البحر الأحمر. 


يقول الصياد محمد حنيش،ل" عين العرب" ، إنه لم يعد يمارس مهنة الصيد بأمان كما كان سابقا، في كل مياه اليمن الإقليمية، بل أصبح اليوم لا يجرؤ على الابتعاد كثيرا عن الشاطئ، بسبب انتشار القطع البحرية العسكرية الدولية، في البحر الأحمر. 


ولم تتوقف الأضرار عند حصر مناطق الصيد قرب الشاطئ اليمني فقط، بل إن الأمر وصل إلى حصر أوقات الصيد أيضا، فقد أصبح الصيادون لا يمارسون الاصطياد إلا خلال ساعات النهار، خوفا من التعرض لأي هجوم عسكري، أو مصادفة القوارب الحوثية المفخخة، أو الألغام البحرية التي نشرتها مليشيا الحوثي في المياه الإقليمية اليمنية. 


يتحدث الصياد حافظ إبراهيم (55 عاما) ل "عين العرب" قائلا : "كنا في السابق ننطلق برحلات صيد تمتد لأيام ولأسابيع في عمق البحر الأحمر، لكن الآن لا نقدر أن نصطاد إلا خلال النهار فقط، خوفا من أن يتم استهدافنا من أي طرف من الأطراف، او حتى التعرض للألغام البحرية." 

ويضيف بأن الصيادين خلال هذه الساعات المحددة للصيد لا تكفي لكي يعودون بأسماك وفيرة مقابل ما يبذلوه من جهد، إضافة إلى حصر مناطق الصيد بالقرب من الساحل اليمني، وأن هذا الأمر قد يجعل الكثير من الصيادين يعزفون عن مهنة الصيد، كونها أصبحت خير مجدية، ومحفوفة بالمخاطر. 


أما محمد حسن( 43 عاما)، صياد يعول أسرتين من خلال عمله في صيد الأسماك، فيقول ل" عين العرب" :" قبل أسابيع أثناء الصيد سمعنا انفجارات قوية في المياه الدولية، وهذا تسبب لنا بالخوف وأجبرنا على وقف الاصطياد، خوفا على حياتنا." 


ولم تتوقف الأضرار على سواحل الحديدية والصيادون هناك، بل امتد هذا الخطر وأضراره بامتداد الساحل الغربي الواقع تحت سيطرة القوات المشتركة، من مدينة الخوخة إلى ساحل باب المندب حيث تحتشد البوارج الحربية هناك. 

يقول مرسال العنبري شيخ إحدى القرى الواقعة على ضفة مضيق باب المندب، ل"عين العرب" ، بأن قيام مليشيا الحوثي بالهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة والزوارق المفخخة، لم يتسبب فقط بتهديد خط الملاحة الدولي في باب المندب، وتراجع حركة السفن فيه، بل بث الرعب في أوساط سكان المناطق المطلة على باب المندب، من اندلاع حرب بالقرب منهم. 

وأضاف العنبري :" هذه الهجمات الحوثية وانتشار البوارج منعت أغلب الصيادين من العمل في صيد الأسماك في باب المندب، وهذا يهدد مصدر رزق الأسر التي يعولونها."