الهجوم الإيراني يختبر حدود الدفاعات الجوية الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة
تشير الدلائل المبكرة إلى أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية المتفاخرة اجتازت أكبر اختبار لها حتى الآن، حيث صدت وابلًا غير مسبوق من إيران.
قال المتحدث العسكري دانييل هاغاري في مؤتمر صحفي إن إسرائيل وحلفائها اعترضوا “الغالبية العظمى” من 200 طائرة مسيرة وصاروخ أطلقتها إيران، معظمها قبل دخولها المجال الجوي الإسرائيلي. وقال إن التأثيرات الوحيدة كانت على فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات أصيبت بجروح بالغة ولحقت أضرار طفيفة بقاعدة للجيش.
قال مايكل ديمينو، المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية والزميل الحالي في أولويات الدفاع، إن الطائرات الهجومية بدون طيار وصواريخ كروز "من المحتمل أن تكون جزءًا من رد منسق متعدد المراحل في محاولة لإرباك الدفاعات الجوية الإسرائيلية وإرباكها".
تم تصميم النظام الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة للرادار وبطاريات الصواريخ المتنقلة المترابطة لإسقاط الصواريخ وقذائف الهاون التي يمكن أن تصيب المراكز السكانية الإسرائيلية أو البنية التحتية المهمة. لقد تمت الإشادة به لأنه وصل إلى معدل اعتراض بنسبة 90٪ في الهجمات السابقة.
سعت القوات الأمريكية والبريطانية إلى صد الهجوم. وقال مسؤول دفاع أمريكي إن قواته في المنطقة أسقطت طائرات مسيرة أطلقتها إيران واستهدفت إسرائيل، بينما قالت وزارة الدفاع البريطانية إنها نشرت طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي.
من المرجح أن تراقب إيران بعناية الرد الإسرائيلي والأمريكي لترى كيف تتنافس تقنيتها مع الأنظمة والتكتيكات الجوية الغربية، وفقًا لمسؤول استخباراتي أمريكي سابق، طلب عدم الكشف عن هويته نظرًا لحساسية القضية. ويمكن لإيران استخدام هذه الأفكار لشن هجمات مستقبلية، بالإضافة إلى مشاركتها مع الوكلاء لتحسين فعاليتهم مع الأسلحة الإيرانية.
أشهر وسائل الدفاع الجوي الإسرائيلية هي القبة الحديدية، التي أسقطت آلاف الصواريخ منذ عام 2011 ولكنها تقتصر على مدى قصير.
تمتلك إسرائيل أيضًا نظام اعتراضي متوسط إلى طويل المدى يُعرف باسم David's Sling، بالإضافة إلى نظام Arrow الدفاعي، المصمم لاعتراض الصواريخ التي يتم إطلاقها من مسافة تصل إلى 2400 كيلومتر. ويشمل هذا النطاق إيران، وكذلك اليمن وسوريا والعراق، حيث تتمركز الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران.
قال علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية إن الطائرات المسيرة البطيئة الحركة تهدف إلى “إرباك أنظمة الرادار في إسرائيل ومن ثم التأكد من أن الصواريخ التي ستتبع الطائرات بدون طيار ستضرب أهدافها المقصودة”، وتجنب “الإذلال الكبير” المتمثل في إسقاط جميع قذائفها.
