كتابات وآراء


الخميس - 25 يوليه 2024 - الساعة 06:18 م

كُتب بواسطة : أمجد الرامي - ارشيف الكاتب



أثارت الموافقة الجماعية من قبل مجلس القيادة على إلغاء قرارات البنك المركزي بالعاصمة عدن ، جدلاً سياسياً وسخطاً شعبيا كبيرين ، الأمر الذي سينعكس أثره السلبي بشكل خاص على المجلس الانتقالي الذي يمتلك ثلاثة أعضاء في مجلس القيادة ، و أما ارتداده على الشرعية الشمالية فلا شيء لديها شيئاً لتخسره ، فهي في موقع الساقط سياسياً وقبل ذلك شعبياً في المناطق الشمالية المحررة ناهيك عن الجنوبية .
.....................................
تخبط :
في مقابل شبه الإجماع الجماهيري الرافض لموافقة المجلس القيادي على قرار إلغاء قرارات البنك المركزي الشرعي بعدن ، يبدو جلياً للمتابع أن المجلس الانتقالي على العكس من ذلك فلا إجماع ...لا على قبول قرار الموافقة على الإلغاء ، ولا إجماع كذلك على الرفض .
وفي ظل الصمت الرسمي للمجلس الانتقالي يصعب التكهن بموقف واضح من قرار المجلس القيادي ، لكن يمكن وباستجلاء وتتبع تصريحات غير رسمية وتسريبات قيادات انتقالية للمتابع استخلاص أربع تيارات بخيارات مختلفة بل ومتناقضة ، الأمر الذي يبدو أنه ربما سينعكس بكارثية على أداء المجلس الانتقالي في الفترة المقبلة ، وهنا سنبسط آراء التيارات الانتقالية وموقفها
............................
التيار الأول :
يرى هذا التيار ان الموافقة الانتقالية على إلغاء قرارات البنك المركزي كانت بمثابة عملية انقاذ عظيمة للحوثيين ، والغريب انها قدمت مع ظروف دولية تدعم الاستمرار في قرارات البنك المركزي، وان هذه الخطوة ستسهم في تحطيم ما بقي من حاضنة الشعبية والتي سبق وأن تآكلت مسبقا بسبب حرب الخدمات .
التيار الثاني :
ويرى أن الموافقة على إلغاء القرارات في مصلحة مشروع استعادة الدولة ، ويبرر ذلك بصعوبة الوقوف ضد الإرادة السياسية السعودية ، والتي امتلكت أدوات عدة تستطيع بها عرقلة أداء المجلس الانتقالي ومعه مشروع الدولة عسكريا وسياسيا وشعبيا في المراحل المتأخرة .
التيار الثالث :
وهو أقل التيارات الأربعة صوتا ومناصرين ، كان هذا التيار ابتداء ضد القرارات ويرى أنها ستتسبب بردات فعل عسكرية واقتصادية ليس من مصلحة المجلس الانتقالي دعمها .
التيار الرابع :
وهو تيار انتهازي يقوم بدور مرحلي إداري وتكميلي بشكل عام ، به تكتمل هيكلة الانتقالي وتستعين القيادة به في حشد التأييد والدعم ، وهؤلاء بشكل عامهم تروس الدول التي تدور بهم ماكينتها ، وقراره ينبثق من قرار القيادة والمصلحة الذاتية فحسب .
.....................................
سبب المعضلة :
هذه المعضلة الأخيرة أظهرت جلياً ، أن ثمة خللاً عميقاً في طريقة اتخاذ القرار في قنوات المجلس ودوائره السياسية ، فمعظم كوادره السياسية والإدارية في المحافظات والفروع بل والعاصمة مغيبة بشكل كامل عن المساهمة في صناعة أي قرار .
من حسنات الديمقراطية أنها تزيل عن القيادات الحرج في المآلات عند اتخاذ قرارات مصيرية كالتي اتخذت ، بينما الاستحواذ على القرار وان كان أسهل في إدارة المكونات، إلا أن تبعاته صدامية للقيادات مع الحواضن الشعبية .
ماذا بعد :
لم يعد الحديث عن انهيار شعبية الانتقالي مجدياً من كثرة ما تناولته أقلام المحبين والمبغضين ، لكن الخطر الحقيقي بالنسبة للمجلس الانتقالي هو أن تتحول هذه المشاعر إلى أفعال سياسية أو جماهيرية ... ولعل ما حدث في شرق حضرموت ( يثمون ) دليل على شيء من هذا .
كتبه :
امجد الرامي
25/7/2024
...#تباً