يعرف نصر الله أن إسرائيل تخترق منطمته حتى القمة وأنها لم تعد تريده
و الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ممثل من أعلى المستويات، شخص يعرف كيف يظهر بشكل احترافي على شاشة التلفزيون أو يلقي خطاباً على المسرح، وينقل الرسائل التي يريدها إلى جمهوره المستهدف بطريقة واضحة وسلسة.
يعرف كيف يحافظ على رباطة جأشه، وأحياناً يذرف الدموع عند الضرورة، من أجل شراء قلوب الجمهور والحصول على مصداقية عالية لنفسه. إلا أن ظهوره التلفزيوني لا يعكس بالضرورة ما يدور في ذهنه، وهو ما يعرف كيف يخفيه جيداً.
كان خطابه الأخير، الذي هدد فيه قبرص وإسرائيل والولايات المتحدة، يشع ثقة كبيرة بالنفس في قوته وفي القوة العسكرية لحزب الله، إلا أنه، وفقاً لمسؤولين لبنانيين ومسؤولين أمنيين في إسرائيل، كان جيداً للعرض المخطط له هو فقط إذ أن نصر الله يخشى بشدة من حرب شاملة مع إسرائيل، ويخشى أيضاً أن مصيره قد تقرر وستعمل إسرائيل على القضاء عليه.
و نقلا عن مصادر مطلعة أن نصر الله بعد تحذير تلقاه من المخابرات الإيرانية بأن إسرائيل تعتزم قتله، نقل مخبأه في حي الضاحية ببيروت وانتقل إلى مخبأ آخر، خشية أن تكون تل أبيب قد حددت مكانه.
قالت مصادر لبنانية إن تقييم حزب الله هو أن إسرائيل ستحاول القضاء على التسلسل الهرمي القيادي للحزب في بداية الحرب في نفس الوقت الذي ستضرب فيه احتياطيات الصواريخ الدقيقة لدى المنظمة.
في عام 1992، قتلت إسرائيل ثاني أمين عام لحزب الله اللبناني عباس موسوي، وفي عام 2008 قتلت عماد مغنية رئيس الجناح العسكري لحزب الله والرقم 2 في المنظمة، والآن تستهدف إسرائيل رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين ونعيم قاسم نائب حسن نصر الله. منذ بداية الحرب قتلت إسرائيل 10 من القادة الميدانيين لحزب الله.
يدرك نصر الله أن سياسة تل أبيب المتمثلة في التدابير المضادة المستهدفة في جنوب لبنان كانت ناجحة، وأنها اخترقت من الناحية الاستخباراتية إلى قمة المنظمة.
المستوى السياسي الإسرائيلي يبدو أنه لم يعد يخشى اغتيال حسن نصر الله، حتى لو تم استبداله بشخصية أكثر تطرفا.
لدى حزب الله وحدة نخبة خاصة يبلغ عددها 150 مقاتلا تقوم بتأمين نصر الله، وقد تم تدريبها خصيصا لهذه المهمة.
